شكا أهالي شعبية «طوي فاطمة» في منطقة المدام التابعة للشارقة من انبعاث الغبار الناجم عن أعمال الحفريات لأنابيب الغاز والمياه والبترول في المنطقة، لاسيما مع قرب تلك الأعمال من مساكنهم، الأمر الذي يتسبب في حدوث تشققات داخل الجدران وإزعاج شديد لهم، مطالبين بحلٍ لتلك المشكلة. وفي المقابل أكد نائب مدير بلدية المدام محمد مصبح الكتبي، أن البلدية «تراقب موقع العمل في المشروع المشار اليه، وتنسق بين الأهالي والشركة المنفذة، لافتاً الى ان الشركة تواظب على رش الموقع بالمياه لمنع انبعاث الغبار، وهي تحاول أن تنجز العمل في أسرع وقت ممكن». وتابع «تقوم الشركة بواجبها من دون تقصير وتعوض الأهالي في حال حدوث أضرار».
وتفصيلاً، قالت «أم حمد» وهي مواطنة تسكن مع أسرتها في المنطقة، إن «الأهالي يعانون من الإزعاج المستمر بسبب أعمال الحفريات لأنابيب المياه والغاز والبترول القريبة من المساكن في الشعبية، إلى جانب المرور الكثيف والسريع للشاحنات في المنطقة على نحو يعرض الأطفال للخطر».
وأضافت «نتساءل ايضاً عن إجراءات السلامة والأمان المتوافرة المرافقة لأعمال الحفر، لاسيما أن عدداً من الأطفال في المنطقة اصيبوا بالربو نتيجة انبعاث الغبار، لذا نطالب الجهات المختصة بإيلاء الموضوع الاهتمام المطلوب، سواء بالتعويض أو بنقل سكان المنطقة إلى مناطق أخرى بعيداً عن أعمال الحفريات».
بدوره أوضح المواطن سعيد سالم أن معاناة سكان المنطقة الذين يقطنون في نحو 25 منزلاً، مستمرة منذ عامين. وتابع «أصوات الشاحنات يدوي في المنطقة طيلة النهار وحتى في الليل، ونشعر أحياناً باهتزازات قوية»، ولفت إلى أن بعض المنازل أصيب بتصدعات وتشققات في الجدران جراء هذه الأعمال، خصوصاً المساكن المحاذية تماماً لها، وأصحابها الذين حرموا من النوم».
وأضاف «قدمنا شكاوى عدة لكن من دون فائدة، وما نخشاه الآن يتعدى مجرد الإزعاج الى الخشية من حدوث تسرب أو انفجار لأنابيب الغاز يؤثر في السكان». مكرراً المطالبة بنقل السكان إلى مناطق أخرى بعيدة وآمنة.
وأشار المواطن «أبومحمد» إلى أن بيته يبعد عن موقع الحفريات مسافة 100 متر، وأن عائلته حرمت من النوم، والغبار الكثيف اشبه بالسحب التي لا تنقطع، وأبناؤه أصيبوا بالربو، وتابع «قدمنا شكوى من دون فائدة ماذا نفعل؟ إننا نناشد الجهات المعنية النظر في معاناتنا».
من جهته، أوضح نائب مدير بلدية المدام محمد مصبح الكتبي، أن «المشروع الواقع في منطقة المدام اتحادي ممتد من أبوظبي إلى الفجيرة، ودورنا مراقبة الشركة والتنسيق بين الأهالي وبين الشركة المكلفة بهذا العمل من الحفريات»، لافتاً إلى أن البلدية «تلقت شكاوى السكان، وأبلغنا بها الشركة»، مؤكداً أنها تعمل على حل الإشكاليات الناجمة عن اعمال الحفر، وتسعى لإنجاز المشروع في اسرع وقت ممكن، خصوصاً في المناطق السكنية القريبة، لافتاً إلى أنها «تقوم برش الموقع بالمياه بشكل مستمر لمنع انبعاث الغبار، لكن المشكلة أن طبيعة المنطقة رملية والشركة تقوم بالواجب».
وأضاف «لم نرصد أضراراً كبيرة في المساكن سوى في منزل واحد عوضت الشركة مالكه مالياً، كما أن الشركة تقوم بتعويض الأهالي في حال حدوث أية أضرار، كما أن موقع العمل لا توجد فيه حالياً إلا أنابيب المياه فقط، أما بالنسبة لأنابيب الغاز والبترول فستكون في مرحلة لاحقة»، مؤكداً ان البلدية تتابع هذا الموضوع منذ انطلاقة المشروع، وقد شارف على الانتهاء في منطقة المدام