أعيد فتح ميناء جبل علي في دبي مساء أمس، بعد إغلاقه صباحاً بسبب سوء الأحوال الجوية التي تسود الدولة منذ نحو أربعة أيام. فيما لايزال ميناء جبل الظنة في أبوظبي مغلقاً للسبب نفسه، وفقاً لمصادر ملاحية في الميناءين. في الوقت الذي توقّع فيه المركز الوطني للأرصاد الجوية أن يسود الدولة طقس مغبر وحار إلى شديد الحرارة نهاراً بوجه عام، وانحسار موجة الغبار ابتداءً من اليوم. في حين حذّر مصدر طبي من ارتفاع عدد حالات الإصابة بالربو بسبب الغبار والأتربة.
وتفصيلاً، تسببت موجة الغبار التي أثرت في الدولة خلال الأيام الثلاثة الماضية في إغلاق ميناءي جبل علي في دبي وجبل الظنة في أبوظبي، وانخفاض مدى الرؤية الأفقية، مع تراكم كميات ضخمة من الغبار والأتربة، لكن مصدراً ملاحياً في جبل علي أبلغ «الإمارات اليوم» بأنه أعيد فتح ميناء جبل علي للتصدير. وأضاف «يعمل الميناء بشكل طبيعي، لكن الطقس لايزال سيئاً ما قد يؤدي إلى إغلاق جديد». فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في جبل الظنة في أبوظبي أن الميناء مغلق منذ يوم الجمعة الماضي، ولايزال كذلك، بسبب استمرار العاصفة الرملية والأمواج العالية».
وتصدّر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، المنتج الرئيس للنفط في الدولة إنتاجها من الخام عن طريق ميناء جبل الظنة.
ووفقاً للمدير التنفيذي في موانئ دبي العالمية محمد شرف فإن «توقّف الصادرات من موانئ دبي تم لأغراض الأمن والسلامة، التي أسهمت في تجنب وقوع أية حوادث خلال فترة الأحوال الجوية السيئة التي تمر بها الدولة وتسببت في انخفاض مدى الرؤية»، لافتاً إلى أن «إتاحة مرور الصادرات بشكل طبيعي مرهون بتحسن الأحوال الجوية وضمان سلامة عمليات الملاحة».
وأشار إلى أن «قرار وقف التصدير المرتبط باستمرار الظروف الجوية السيئة لن تكون له انعكاسات سلبية»، موضحاً أنه «يصب في مصلحة وسلامة جميع الأطراف». وأكد أن «استئناف العمليات البحرية ظهر أمس، جاء بعد اتخاذ إجراءات سلامة مشددة من ضمنها زيادة عدد قوارب القطر».
وتتأثر منطقة الخليج العربي حالياً بشكل عام بامتداد منخفض جوي سطحي من الشرق في اتجاه العراق، مع وجود امتداد مرتفع جوي في غرب السعودية، أدى إلى نشاط الرياح الشمالية الغربية على منطقة شرق وشمال الخليج العربي، وعملت هذه الرياح على إثارة الأتربة على منطقة شرق العراق والكويت، ثم تقدمت هذه الرياح الشمالية الغربية المحملة بالغبار والأتربة من شمال الخليج العربي في اتجاه الدولة.
وتوقع المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل أن تتراجع حدة هذه الموجة اعتباراً من اليوم، فيما يسود الدولة طقس مغبر وحار إلى شديد الحرارة نهاراً بوجه عام.
ويحتمل تكوّن بعض السحب الركامية على المناطق الجبلية والشرقية عصراً، والرياح خفيفة إلى معتدلة السرعة بوجه عام تنشط أحياناً بعد الظهر وتكون محمّلة بالأتربة ومثيرة للغبار، خصوصاً على المناطق الداخلية ما يؤدي إلى تدني مدى الرؤية الأفقية على بعض تلك المناطق.
الرياح جنوبية شرقية بسرعة سبع إلى 14 عقدة في الصباح والليل. وتكون شمالية غربية إلى شمالية شرقية بسرعة ثماني إلى 15 عقدة بعد الظهر والمساء تصل إلى 18 عقدة أحياناً على بعض المناطق الداخلية والغربية.
إلى ذلك حذّر الدكتور مازن الأحمر من مستشفى الزهراء في الشارقة من ارتفاع عدد حالات الإصابة بنوبات تشنّج القصبات (الربو). وأوضح أنه يستقبل في الحالات الاعتيادية ثلاث حالات أسبوعياً، لكنه استقبل وحده خلال الأيام الثلاثة الماضية ثلاث حالات يومياً، خلافاً للحالات التي استقبلها زملاؤه في المستشفى نفسه.
وأشار الأحمر إلى أن استنشاق ذرات الغبار ووصولها إلى القصبات يؤدي إلى إثارتها (تهيجها) ما يزيد من إفراز الأغشية المخاطية ويضيّق لمعة القصبات (الحيز الداخلي للقصبات)، الأمر الذي يؤدي إلى الإحساس بعدم الشبع من التنفس، وذلك عند كثير من الناس، وتتطور عند البعض إلى نوبة تشنّج قصبات أو ما يسمى (الربو).